الصبر بطعم جديد
إن الصبر من أهم العبادات القليبة التى لا يتمتع بيها كثير من الناس رغم أن الله يأمر المؤمنون بالصبر فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران 200].
انظر إلى اجر الصابرون يوم القيامة اسمع هذه الأية بقلبك قبل عقلك وفكر فيها فقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10]. فكر معى فى كلمة "بغير حساب" فماذا أذا عرفت أن الصابرون يغرف لهم من الحسنات غرفا أى أنهم لا تزن حسناتهم مثل باقى الناس ولكن يأخذوا حسنات بغير حساب.
نأتى إلى درجات الصبر فالصبر أول درجة من درجات البتلاء التى يجب أن يتحلى بيها المؤمن ثم تأتى درجة الرضى فإذا فكرنا فيها لعل النطق بها سهل لكن تنفيذها صعب جدا فكما قلنا قبل ذلك أن هذه عبادة قلبيه لا يتطلع عليها أحد غير الله.
نأتى بعد ذلك إلى أكبر وأعلى درجة بعد بذلك هى الشكر تخيلوا أن المؤمن يصبر ثم يرضى بالابتلاء ثم يشكر الله عليه فعلا درجة عالية جدا جدا من الصبر عرفتم لماذا كان أجر الصابرون بغير حساب.
الابتلاء يأتى نوعان أبتلاء لغفران الذنوب أو ابتلاء بسبب غضب الله على العبد ففى كلا الحالتان لابد أن تصبر وفى كلا الحالتان لك الأجر وأنت الشخص الوحيد الذى يعرف أن هذا الابتلاء ابتلاء غفران ومحبة من الله وأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ،أو أن الابتلاء من غضب الله على العبد فابتلاه ليذكره ويجعله يفيق مما فيه ويرجع إليه فهو أكثر الناس أعلم بنفسله بقول الله تعالى: {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) } [القيامة 14-15]