توجهت لا شعوريا نحو الشجرة الضخمة التي تتوسط التل المرتفعة المغطاة باللون الأخضر الشاسع الممتد الى مالا نهاية, عندما أقف فوق هذه التل ينتابني شعور بالراحة و الحرية, كأني لا أعاني من مشاكل أو كأن الماسي لن تصل لي و أنا هنا, فوق التل..قرب السماء..تحت الشجرة!
لا أستطيع أن أعرف عمر الشجرة بالتحديد..لكنها هنا منذ الطفولة الجميلة العذبة الخالية من أي مسؤليات..تقف كما هيا تترقبنا بشغف و نحن نلعب و نمرح من حولها و نلمسها بأيدينا الصغيرة, و نركض حولها مرارا و تكرارا دون ملل .
أخذني عقلي للذكريات البعيدة التي أتذكرها كأنها كانت أمس و نسيت لماذا أتيت إلي هنا…
جئت أرمي بأحمالي إليها تلك الوفية الشامخة القوية التى طالما وقفت في وجه الأمطار و الأعاصير , ما بقلبي لن أستطيع أن أخرجه أو أبوح به لأي إنسان و من سأجده أوفى من شجرة التل التى احتضنتني منذ الصغر و احتفظت بكل أسراري.
جلست تحت فروعها الممتدة و أسندت ظهري على جذعها الضخم الذي حفر فيه الزمن علاماته العميقة القاسية معطيا لها هذا الشكل الخلاب المميز, غمرني ظلها و غرقت في أحضانها الدافئة.
شعرت بنسيم هواء صافي يداعب خصلات شعري المتناثر فاسترخيت و أغمضت عيني لوهلة.
أرتفع حفيف أوراق الشجرة فلقد تحولت النسمة الهادئة إلى رياح مع مغيب الشمس ازدادت الظلال المترامية على الأرض من حولي و جاءني من بعيد صوت عميق كأن شخصا يحدثني, لكني لم أكترث..أقترب الصوت أكثر و أزداد وضوحا كأنه منبعث من قلب الشجرة....
"أنت لا تنسى شئ. ذاكرتك قوية, استرجعت طفولتك العذبة البريئة , همومك و دموعك , فرحتك و ضحكاتك.. لكنك لم تسترجع شئ واحدا..أجمل أيام حياتك... تلك الأوقات التي- أنا العجوز- لا أنساها أبدا...قل لي أيها الشاب...هل نسيت فعلا.. أم أنك تتناسى؟"
انتفضت من مكاني بعدما كنت استرخيت للحظة, و ألتفت نحو الشجرة.. فالصوت فعلا انبعث منها!! ما هذا؟ يبدو أني فقدت عقلي!!
"تلك الأيام, حين انبعثت من داخلكما تلك المشاعر التي لم يشعر بها أحد قبلكم.. ففاضت و اندفعت من داخلكما لتغرق التل تحت بحر الحب العذب الصافي! "
-" بحر.. عذب!!!"
-"نعم عذب.. فأنا من ارتويت منه.. و غمرت مياهه جذوري و بثت فيّ إحساسا لم أشعر به من قبل.. و لن يتكرر أبدا...
من ابتعد..من حكم على القصة بالنهاية؟ أنت؟؟؟؟؟"
- تردد السؤال في أركان ذهني كصدى عالي مزعج... أنا؟؟ هل أنا السبب؟؟ أنا من تركتها تدير ظهرها لي و عينيها غارقتان في الدموع..أكانت دموع ندم.. أم كانت حزنا؟؟
الندم الذي يملأني الان لا يوصف..حتى الشجرة التي كانت شاهدا على حبنا تلومني ... وتتهمني كأنها كانت معنا في كل دقيقة.. حتى لحظات الفراق..شهدتها...
يا الهي.. ماذا فعلت..السعادة كانت بين يدي.. في أحضاني... تركتها ترحل بكل سهولة و استخفاف.. فحلقت بعيدا و تركتني مجروحا وحيدا تحت شجرة حبي الخالد...
شعرت بدموعي تنهمر بحرارة , ها أنا ألان أيتها الشجرة العريقة أرويكِ بدموعي المريرة , و لن تري السعادة التي كانت هنا منذ زمن, فحياتي الان حالكة .. جافة ... و لن أرى الحب بعد اليوم... و البحر الذي ارتويت منه جف للابد!
أنهرت امامها و جثوت على ركبتي و ضممت جزء من جذعها و أنا أبكي بحرارة لا توصف...تحولت الرياح الى نسيم من جديد.. غربت الشمس تماما و ساد الظلام الا بعض الاضواء المتناثرة اسفل التل منبعثة من المنازل و الاسواق.
جفت دموعي..و لكن لم يهدأ قلبي.. و عرفت أن أحدا لن ينجدني مما أنا فيه..ظننت أنني سأتحسن.. لكن .. ازداد الوضع سوءاً.
نزلت منحدر التل بحذر و قبل أن أبتعد.. ألتفت و ألقيت نظرة أخيرة نحو شجرتي الحبيبة.. التي امتصت دموعي و أعادت الامل بداخلي..و دعتها..و شعرت بها تلوح لي و جاءني هذا الصوت العميق قائلا لي.."سأبقى هنا..فانتظارك".!
لا أستطيع أن أعرف عمر الشجرة بالتحديد..لكنها هنا منذ الطفولة الجميلة العذبة الخالية من أي مسؤليات..تقف كما هيا تترقبنا بشغف و نحن نلعب و نمرح من حولها و نلمسها بأيدينا الصغيرة, و نركض حولها مرارا و تكرارا دون ملل .
أخذني عقلي للذكريات البعيدة التي أتذكرها كأنها كانت أمس و نسيت لماذا أتيت إلي هنا…
جئت أرمي بأحمالي إليها تلك الوفية الشامخة القوية التى طالما وقفت في وجه الأمطار و الأعاصير , ما بقلبي لن أستطيع أن أخرجه أو أبوح به لأي إنسان و من سأجده أوفى من شجرة التل التى احتضنتني منذ الصغر و احتفظت بكل أسراري.
جلست تحت فروعها الممتدة و أسندت ظهري على جذعها الضخم الذي حفر فيه الزمن علاماته العميقة القاسية معطيا لها هذا الشكل الخلاب المميز, غمرني ظلها و غرقت في أحضانها الدافئة.
شعرت بنسيم هواء صافي يداعب خصلات شعري المتناثر فاسترخيت و أغمضت عيني لوهلة.
أرتفع حفيف أوراق الشجرة فلقد تحولت النسمة الهادئة إلى رياح مع مغيب الشمس ازدادت الظلال المترامية على الأرض من حولي و جاءني من بعيد صوت عميق كأن شخصا يحدثني, لكني لم أكترث..أقترب الصوت أكثر و أزداد وضوحا كأنه منبعث من قلب الشجرة....
"أنت لا تنسى شئ. ذاكرتك قوية, استرجعت طفولتك العذبة البريئة , همومك و دموعك , فرحتك و ضحكاتك.. لكنك لم تسترجع شئ واحدا..أجمل أيام حياتك... تلك الأوقات التي- أنا العجوز- لا أنساها أبدا...قل لي أيها الشاب...هل نسيت فعلا.. أم أنك تتناسى؟"
انتفضت من مكاني بعدما كنت استرخيت للحظة, و ألتفت نحو الشجرة.. فالصوت فعلا انبعث منها!! ما هذا؟ يبدو أني فقدت عقلي!!
"تلك الأيام, حين انبعثت من داخلكما تلك المشاعر التي لم يشعر بها أحد قبلكم.. ففاضت و اندفعت من داخلكما لتغرق التل تحت بحر الحب العذب الصافي! "
-" بحر.. عذب!!!"
-"نعم عذب.. فأنا من ارتويت منه.. و غمرت مياهه جذوري و بثت فيّ إحساسا لم أشعر به من قبل.. و لن يتكرر أبدا...
من ابتعد..من حكم على القصة بالنهاية؟ أنت؟؟؟؟؟"
- تردد السؤال في أركان ذهني كصدى عالي مزعج... أنا؟؟ هل أنا السبب؟؟ أنا من تركتها تدير ظهرها لي و عينيها غارقتان في الدموع..أكانت دموع ندم.. أم كانت حزنا؟؟
الندم الذي يملأني الان لا يوصف..حتى الشجرة التي كانت شاهدا على حبنا تلومني ... وتتهمني كأنها كانت معنا في كل دقيقة.. حتى لحظات الفراق..شهدتها...
يا الهي.. ماذا فعلت..السعادة كانت بين يدي.. في أحضاني... تركتها ترحل بكل سهولة و استخفاف.. فحلقت بعيدا و تركتني مجروحا وحيدا تحت شجرة حبي الخالد...
شعرت بدموعي تنهمر بحرارة , ها أنا ألان أيتها الشجرة العريقة أرويكِ بدموعي المريرة , و لن تري السعادة التي كانت هنا منذ زمن, فحياتي الان حالكة .. جافة ... و لن أرى الحب بعد اليوم... و البحر الذي ارتويت منه جف للابد!
أنهرت امامها و جثوت على ركبتي و ضممت جزء من جذعها و أنا أبكي بحرارة لا توصف...تحولت الرياح الى نسيم من جديد.. غربت الشمس تماما و ساد الظلام الا بعض الاضواء المتناثرة اسفل التل منبعثة من المنازل و الاسواق.
جفت دموعي..و لكن لم يهدأ قلبي.. و عرفت أن أحدا لن ينجدني مما أنا فيه..ظننت أنني سأتحسن.. لكن .. ازداد الوضع سوءاً.
نزلت منحدر التل بحذر و قبل أن أبتعد.. ألتفت و ألقيت نظرة أخيرة نحو شجرتي الحبيبة.. التي امتصت دموعي و أعادت الامل بداخلي..و دعتها..و شعرت بها تلوح لي و جاءني هذا الصوت العميق قائلا لي.."سأبقى هنا..فانتظارك".!