بسم الله الرحمن الرحيم
- حملات على الإنترنت لنشر القضية وكشف الإجرام الصهيوني
- المساهمة في أعمال الإغاثة والتوعية وجمع التبرعات المختلفة
- تنظيم الفعاليات الداعمة لرفع الحصار وتحرير الأرض
تحقيق: إسلام توفيق
لأن الشباب هم عصب الأمة ومستقبلها، فإنه يمكن أن نستشرف هذا المستقبل من الآن، من خلال التفاعل مع قضية كبرى مثل حصار الشعب الفلسطيني في غزة؛ الأمر الذي طرح السؤال مجددًا حول مدى فهم الشباب لقضية الصراع مع الكيان الصهيوني.
فهل حقًّا شباب الجامعات هم أمل الأمة في القضية الفلسطينية؟! وهل يتفاعلون معها التفاعل الأمثل؟! وكيف يتفاعلون مع ما يجري حولهم من حصار من قبل الكيان الصهيوني؟! وماذا فعلوا من أجل فك هذا الحصار؟!
هذا التحقيق يلقي الضوء على ما يمكن أن يقدمه الشباب لخدمة القضية الفلسطينية:
يقول عبد الرحمن الريدي (21 سنة- طالب): إن فلسطين هي محور حياته وكل ما يشغل باله، مؤكدًا أن فلسطين كاملة أرضه وليس غزة فقط، معلنًا أنه ما دام أخوه الفلسطيني محاصرًا أو مجروحًا أو حزينًا، فهو يتأثر لتأثره، وما دام أخوه الفلسطيني تحت الحصار فهو أيضًا تحت الحصار.
ويشير إلى أن السبب الرئيسي في المشكلة الأخيرة هو اليهود، الذين لم ينجحوا في عملية التفاوض لتبادل شاليط، ورفضوا الشروط الفلسطينية، وها هم الآن يحاولون محاصرة غزة لأخذ شاليط بالقوة، ويضيف: "لديَّ أصدقاء فلسطينيون كثيرون، وأتواصل معهم دوريًّا، إما عن طريق الإنترنت، وإما حين يقدمون إلى مصر، أو اذهب إليهم في العريش ورفح".
ويقول عبد الرحمن الريدي إنه ذهب إلى رفح منذ ما يقرب من سنة تقريبًا لإغاثة المنكوبين مع قافلة طبية قام بإرسالها اتحاد الأطباء العرب لأهالي غزة، وإنه شعر بالعزة والفرحة والفخر لأنه شارك في مثل هذا العمل الذي لن ينساه في حياته، كما وعد بالمشاركة في القوافل القادمة الذاهبة إلى غزة لخدمة إخوانه في فلسطين، كما أشار إلى أنه لن يألوَ جهدًا في جمع التبرعات والدعاء لإخوانه المحاصَرين يوميًّا، ونشر القضية بين كل من يعرفه ولا يعرفه.
غزة قضيتي
أما سمية علي (18 سنة- طالبة) فقالت إن معلوماتها عن غزة تستقيها من عدة مصادر؛ أهمها القنوات الإخبارية ذات المصداقية لديها، وإنها تتابع الوضع في غزة منذ بدايته، وتتابع الضغوط التي يتعرَّض لها القطاع؛ من قطع للكهرباء نتيجةَ وقف امتدادات الوقود، وقالت: "أشعر أن غزة قضيتي؛ لأنهم أهلي وإخواني، ولأنه لا يوجد أهم من فلسطين في حياتنا، وأشعر أنني بعيدة عنهم لأنني لا أستطيع أن أقدم لهم ما أريد".
الطلاب تجمعوا من أربع جامعات للتضامن مع غزة في حصارها
وحول ما تقدمه لغزة قالت سمية: إنه قليل لا يُرضي طموحَها، ولكنها تشعر بتأثيره حتى وإن كان نسبيًّا؛ فالدعاء سلاحها الرئيسي، بالإضافة إلى المقاطعة التي تجاهد فيها نفسها عن كل ما هو أمريكي أو صهيوني؛ رغبةً منها في عدم دفع أي مبلغ للكيان الصهيوني، الذي يقتل ويحاصر الفلسطينيين، ولكنها أبدت رغبتها في أن تكون بجانب الفلسطينيين المحاصرين في محنتهم، حتى وإن ساعدتهم بأن تحمل حقائبهم من مكان إلى آخر، كما أكدت أن القضية تحتاج إلى جهد كل الشباب، سواءٌ في لجان الإغاثة أو غيرها، حتى يمكن الخروج من هذا الحصار سريعًا.
ويؤكد مصطفى عبد الحميد (20 سنة- طالب) أن السبب فيما يحدث لغزة الآن هو وصول الإسلاميين إلى السلطة عن طريق الانتخاب؛ لذلك يضعون أمامهم الصعوبات والتضييقات الدولية لإسقاطها بأي وسيلة، كان آخرها- على حد قوله- قطع المعابر الموجودة على الحدود، في محاولةٍ لإحراج حماس أمام العالم.
وعن دوره تجاه القضية قال: "أقوم بالمشاركة في فعاليات الجامعات بالإضافة إلى المقاطعة والدعاء والتبرع"، ويعتبر عبد الحميد أن هذا كافٍ في الوقت الحالي؛ نظرًا للتضييق الأمني المشدّد على المتعاطفين مع غزة ومع حماس بالتحديد من قبل الحكومات العربية خوفًا من اعتقال أو سجن لن يستطيع تحمُّله.
ويؤكد أن الأمل في الحكومات العربية أصبح معدومًا لحل القضية الفلسطينية، ويرى أن الحل سيأتي من طريقين: أولهما هي محاولة تكيُّف الفلسطينيين على الوضع الحالي، وثانيهما هو تحرك الشعوب لنشر القضية والوقوف بجانب الأشقاء في غزة؛ حتى يعلموا أن لهم إخوةً يقفون بجانبهم.
الشباب رئة الأمة
وتبدأ ماهيتاب سعيد (19 سنة- طالبة) كلامها بأن الشباب عليهم العبء الأكبر في حلِّ القضية الفلسطينية، ووصفتهم بأنهم الأساس والرئة التي تتنفس بها الأمة كلها، ودعتهم إلى تغيير أنفسهم حتى يكونوا قادرين على تغيير حال المسلمين في العالم كله وليس في غزة المحاصرة فقط.
وتقول: "أقوم بواجبي نحو غزة كما يقوم الكثير؛ عن طريق التبرعات والدعاء والمقاطعة الاقتصادية؛ بالإضافة إلى الجانب الأكبر، وهو توعية الناس بالقضية ونشرها بين كل الأطياف"، كما أعربت عن أمنيتها أن يتاح لها الفرصة لعمل أكثر من ذلك، وخصوصًا الذهاب إلى رفح ومساعدة المحتاجين هناك.
ويشير صاحب مدونة (شاب مصري) إلى أن السبب الحقيقي وراء ما يحدث في غزة هو تخاذل الحكام العرب تجاه إخواننا في فلسطين وخصوصًا الرئيس المصري الرافض فتح معبر رفح لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، وأكد أنه في حالة فتح المعبر لن يكون هناك حصار.
ويرى أن دوره ينقسم إلى جزأين: أولهما إدراك أننا سبب في الحصار بابتعادنا عن ربنا، أما ثاني واجب على المسلم فهو نشر القضية، وجمع التبرعات والدعاء والمقاطعة هي الأسلحة الفعَّالة لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، بالإضافة إلى جمع المساعدات من الأهل والأصدقاء، ونشر حملات لهذا الغرض، عن طريق المدوّنات ومواقع الإنترنت والجمعيات الخيرية، وأنه يسعى الآن للمشاركة في لجان الإغاثة التي تقدم الخدمات والمساعدات الطبية.
وختم كلامه مطالبًا الشعوب العربية باتخاذ خطوات ايجابية وفعَّالة تجاه الفلسطينيين، والسماح بتوصيل المساعدات والقوافل الطبية والغذائية إليهم، كما طالبهم بفتح مساحة من الحرية للشعوب للتحرك والتضامن مع إخوانهم في فلسطين بكل الوسائل المشروعة والممكنة وعدم التضييق عليهم.
مصر وفلسطين
مشاركة متميزة لطلاب جامعة الأزهر دعما لأهل غزة
وترى رقية محمد (18 سنة- طالبة) أن فلسطين بالنسبة لها كمصر تمامًا لا فرق بينهما، وأنها تعتبر فلسطين هي وطنها الثاني، وتوضِّح أن السبب الحقيقي في الأزمة الحالية في غزة هم الحكام العرب الذين ساعدوا على فرض الحصار، وعدم تقديم المعونات لإخوانهم الفلسطينيين، وعدم الوقوف أمام اليهود بجرائمهم وعملياتهم القذرة ضد الفلسطينيين.
وتقول إن ما تقوم به تجاه القضية الفلسطينية هو التبرع والدعاء والمقاطعة ونشر القضية والمظاهرة والمشاركة في الفعاليات، كما تتمنَّى أن يتاح لها فرصة المشاركة في اللجان الإغاثية أو السفر إلى العريش أو رفح لمساعدة اللاجئين والعالقين هناك.
وقالت إن الشباب عليهم عبءٌ كبيرٌ في حلِّ القضية؛ لأنهم أساس القضية، وأكدت أنه إذا أتيحت فرصة للجهاد فسوف نجد شبابنا المسلم أول من يخرج للجهاد، واستشهدت بما يحدث هذه الأيام من مظاهرات في الجامعات المصرية وسط جوٍّ من المذاكرة والامتحانات، ولكنها أكدت أنها لن تُعيقهم ما دامت لقضيتهم فلسطين.
ويطالب محمد سمير (22 سنة- طالب) بتفعيل القضية الفلسطينية في نفوس الشباب والصغار؛ لأنه يرى في تفعليها حلاًّ لكثير من مشكلاتنا كمسلمين، سواءٌ في التربية أو في النشأة، واعتبر ما يحدث الآن في غزة هو نتاج المقاومة الحقيقية التي اتخذتها حماس سبيلاً وطريقًا بديلاً عن المفاوضات التي لا تغني ولا تسمن مع اليهود.
وعما يقدمه للقضية الفلسطينية قال إن الدعاء هو البداية، تليه المشاركة في الفعاليات؛ كالمؤتمرات والمظاهرات والمساعدة في جمع التبرعات، بالإضافة إلى العمل في الجانب الإنساني والإغاثي بالمجهود العضلي أو النفسي والمعنوي، واعتبر أن ما يقوم به أقل بكثير مما يجب أن يقوم به ومما يستطيع أن يقوم به، وأنه إذا طُلب منه السفر إلى غزة نفسها لتوصيل مساعدات لن يتأخر لحظةً في إغاثة إخوانه في فلسطين.
وعن وصف محمد دور الشباب المسلم في القضية الفلسطينية قال إنه كالمهاجم الذي يضع في النهاية اللمسة الأخيرة في المرمى محرزًا الهدف الذي يتذكره الجمهور طوال حياته وينسى باقي الفريق؛ فعلى الكبار أن يوجِّهوا شباب الإسلام نحو المرمى، ويتركوهم وسيحرزون أهدافًا عن طريق حملات الوعي والمشاركة في لجان الإغاثة الإنسانية والعمل على تهيئة جوٍّ من حمل القضية بين الشعب.