أصبحت أمراض الكبد هاجساً يلاحق الكثيرين، نظراً لعدم وجود الوعى الكامل بخطورة هذا المرض وانتشاره بين شريحة كبيرة من المجتمع، نتيجة الممارسات الخاطئة التي تسبب انتقال فيروسات الكبد، وتنتقل في أغلب الأحيان عن طريق النقل الغير آمن للدم، أو عبر الاتصال الجنسى، وتتسبب في خلل شديد في إنزيمات الكبد يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور سرطان أو تليف بالكبد.
ونظراً لأن الكبد يقوم بعمليات حيوية كثيرة، فإن الإنسان قد يموت خلال 24 ساعة من توقف عمل الكبد، لذا يسابق الأطباء الزمن للبحث عن طرق سريعة وآمنة لمعالجته، وقد كشف عدد من أساتذة علاج الأورام في مصر، أن سرطان الكبد يتسبب في وفاة أكثر من 640 ألف مصري سنوياً، طبقاً للإحصائيات الأخيرة.
وقد حذروا من الانتشار السريع لسرطان الكبد، مؤكدين أن خطورة المرض تكمن في أن أعراضه لا تكتشف إلا في المراحل المتأخرة منه، لأن الورم يكون صامتاً في معظم الحالات، ولا تصاحبه أعراض، ويُكتشف مصادفة من خلال الموجات الصوتية أو من خلال ارتفاع مفاجئ في تحاليل دلالات الأورام.
ولمواجهة الانتشار الكبير لسرطان الكبد، أعلن الدكتور أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة، عضو الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد، عن تكوين المجموعة المصرية لأبحاث سرطان الكبد، مقرها قسم الأمراض المتوطنة بطب القاهرة، برئاسة الدكتور حسين خالد، نائب رئيس الجامعة، بهدف وضع خطة بحثية وتعليمات محددة علي مستوي الجمهورية للتشخيص والكشف المبكر وتقديم العلاج للمرضي، تضم المجموعة جميع الأساتذة والخبراء والمتخصصين في سرطان الكبد.
وأكد عمر أن نتائج الأبحاث لمشروع مصري - أمريكي مشترك، كشفت مؤخراً عن زيادة سنوية في مرض سرطان خلايا الكبد بنسبة 4% سنة 1993، وصلت إلي 7.2% في 2002، موضحاً أن معدل وفيات سرطان الكبد في مصر وصل إلي 2.8 لكل 100 ألف في سنة 1990، وزاد إلي 4.9 لكل 100 ألف سنة 1999، ووصلت حالياً إلي 8% لكل 100 ألف.
وأشار عمر إلي أن المشروع رصد أن أهم العوامل الموجودة في المجتمع المصري هي: الفيروسات الكبدية "سي" و "بي" ، سواء منفردين أو مجتمعين، وكان الجديد هو وجود عوامل أخري غير العوامل الفيروسية، وهي المواد الكيماوية، المقصود بها التعرض للمبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية، وزيادة نسبة "الأفلاتكسين" في الحبوب المخزنة بطريقة غير صحيحة.
الطحال بديل مؤقت للكبد
الكبد هو أكبر عضو في الجهاز الهضمي، وأكبر مصنع للكيميائية في الجسم، فالخلايا الكبدية تمثل حوالي 60% من نسيج الكبد، وهي التي تقوم بها أي مجموعة خلايا أخرى في الجسم، فهي تحول معظم المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان إلى شكل يمكن للجسم استخدامه مثل تحويل و تخزين السكر لحين الحاجة اليه ومن ثمة تنظيم مستواه في الدم، وتكسير الدهون و تحويلها إلى كولسترول، والتخلص من السموم والكحول، وتكوين الصفراء والتى تقوم بتكسير ما يأكله الإنسان من دهون.
ولكن في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار عمليات زراعة الكبد، التي لا يقدر على تكلفتها إلا طبقة معينة من الناس، نجح فريق طبي بالمعهد القومي للأمراض المتوطنة بمصر في تحويل خلايا الطحال إلي خلايا كبدية وذلك بعد اجتياز كافة التجارب التي طبقت علي عدد من المرضي تحت إشراف كامل من الجهات المتخصصة وتحت إشراف الدكتور عبد الحميد أباظة أمين عام هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، مما يمثل فتحا طبيا كبيرا يمنح الأمل لملايين المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة.
وقد طبقت الأبحاث علي سبع حالات تعرضت لتحسن صحي ملحوظ، حيث تم الحقن لأول مرة واستمر مفعوله 6 أشهر.
وقالت الدكتورة هناء مرقص رئيس قسم الميكروبيولوجي وأحد أفراد الفريق البحثي: "إنه أمام معضلة جراحات زراعة الكبد المكلفة ، كان البحث عن بديل، لذا اتجه التفكير في استخدام الخلايا الجذعية وخلال 5 سنوات كانت لدينا فترة كافية للتدريب علي هذه التقنية وكيفية علاج التليف المتقدم".
وأضافت: "إنه بعد إتقان هذا الأسلوب تم العمل علي حيوانات التجارب بعد إصابتها بالتليف، وذلك عن طريق حقنها بكميات مضاعفة من مادة كيميائية لإحداث التليف في الفئران ثم بعد ثلاثة أسابيع تقريباً تم حقن طحال حيوانات التجارب بخلايا جذعية مستخلصة منها بعد تحويلها إلي خلايا كبدية بمعني أن تكون قادرة علي القيام بمهام ووظائف الخلايا الكبدية".
من جهة أخرى، قال الدكتور أباظة: "إنه تم الحصول علي الخلايا الجذعية إما من النخاع الشوكي وإما من الدم مباشرة، وإما من الحبل السري بعد عمليات الولادة، ولكن لا يتم حقنها إلا بعد التأكد من تحويلها إلي خلايا كبدية، وأنها بدأت بالفعل تؤدي وظيفتها عن طريق إجراء الاختبارات المعملية عليها من تصنيع الألبومين وعوامل التجلط المختلفة وبعد حقنها بأسبوعين ومتابعة حيوانات التجارب اتضحت فائدتها في علاج الاستسقاء ولتحسين عوامل التجلط.. ومن خلال دراسة الأعضاء الداخلية لهذه الحيوانات بعد انتهاء التجربة من الناحية النسيجية اتضح أن هذه العلاجات تحسن وظائف ونسب التليف بالكبد".
وعن مدي قيام الطحال بوظائفه العادية والجديدة لفت أباظة إلي أنه بعد سن البلوغ تقل حاجة الجسم لوظيفة الطحال وهي تصنيع بعض كرات الدم البيضاء وتكسير خلايا الدم الحمراء، حيث تعتبر دورة وظيفته أهم كثيرا خلال فترة ما قبل بلوغ الإنسان، أما بعد هذه المرحلة العمرية فيمكن استئصاله من دون أية مشاكل في الحالات التي تتطلب ذلك خاصة حوادث الطرق التي يتسبب عنها إصابات مؤثرة بالطحال، لذلك في حالة تحويله إلي أداء دور الكبد بالشكل المؤقت هذا لا تتأثر وظيفته علي ألا يكون طحال المريض الذي يحتاج لاتباع هذا الأسلوب الجراحي متضخما بدرجة كبيرة.
عقار جديد لعلاج سرطان الكبد
كما توصل خبراء علاج السرطان إلي عقار جديد لعلاج سرطان الكبد يحمل اسم "سورافنيب" وصف بأنه يشكل إنجازاً كبيراً في علاج هذا النوع من السرطانات الذي يصعب علاجه ويصيب نصف مليون شخص سنوياً علي مستوي العالم.
وأكد الباحثون أن النتائج التي تم التوصل اليها في دراسة دولية أجريت علي 602 مريض بحالات متقدمة من سرطان الكبد كانت لافتة للأنظار، ومن المحتمل أن تغير الطريقة التي يعالج بها هذا المرض.
وفي إطار هذه الدراسة التي بدأت في مارس 2005 حصل المرضي إما علي قرصين يومياً من عقار سورافنيب أو علي أقراص غير مؤثرة، وفي المتوسط عاشت المجموعة التي عولجت بهذا العقار 7- 10 شهور مقارنة ب 8 شهور لمن تلقوا الأدوية غير المؤثرة وهو فارق تصل نسبته إلي 44%.
من جانبه، قال دكتور جوزيب لوفيت الذي قاد الفريق القائم بإجراء الدراسة إن معدل الصمود هذا في مواجهة المرض لم يسبق تسجيله من قبل قط في جهود علاج سرطان الكبد، ويعد انجازاً كبيراً في التعامل مع هذا المرض.
وجاء في تقرير الذى أوردته صحيفة "واشنطن تايمز"، أن عقار سورافنيب يهاجم السرطان بأسلوب مزدوج، حيث يهاجم الخلايا السرطانية نفسها للقضاء عليها تماماً ويقطع الإمداد بالدم عن الورم.
ومن المعتقد أنه يعمل علي الأورام الموجودة داخل الكبد وتلك التي انتشرت في مواضع أخري، وفي الدراسة لم تنكمش الأورام أو تختفي، ولكن في العديد من الحالات فإنها لم تشهد نمواً أيضاً.
وعقب دكتور لوفيت بقوله: إنك لا تشفي المصاب من المرض، ولكنك تعالج تردي الحالة بصورة كبيرة ولافتة للنظر .
ونظراً لأن الكبد يقوم بعمليات حيوية كثيرة، فإن الإنسان قد يموت خلال 24 ساعة من توقف عمل الكبد، لذا يسابق الأطباء الزمن للبحث عن طرق سريعة وآمنة لمعالجته، وقد كشف عدد من أساتذة علاج الأورام في مصر، أن سرطان الكبد يتسبب في وفاة أكثر من 640 ألف مصري سنوياً، طبقاً للإحصائيات الأخيرة.
وقد حذروا من الانتشار السريع لسرطان الكبد، مؤكدين أن خطورة المرض تكمن في أن أعراضه لا تكتشف إلا في المراحل المتأخرة منه، لأن الورم يكون صامتاً في معظم الحالات، ولا تصاحبه أعراض، ويُكتشف مصادفة من خلال الموجات الصوتية أو من خلال ارتفاع مفاجئ في تحاليل دلالات الأورام.
ولمواجهة الانتشار الكبير لسرطان الكبد، أعلن الدكتور أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة، عضو الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد، عن تكوين المجموعة المصرية لأبحاث سرطان الكبد، مقرها قسم الأمراض المتوطنة بطب القاهرة، برئاسة الدكتور حسين خالد، نائب رئيس الجامعة، بهدف وضع خطة بحثية وتعليمات محددة علي مستوي الجمهورية للتشخيص والكشف المبكر وتقديم العلاج للمرضي، تضم المجموعة جميع الأساتذة والخبراء والمتخصصين في سرطان الكبد.
وأكد عمر أن نتائج الأبحاث لمشروع مصري - أمريكي مشترك، كشفت مؤخراً عن زيادة سنوية في مرض سرطان خلايا الكبد بنسبة 4% سنة 1993، وصلت إلي 7.2% في 2002، موضحاً أن معدل وفيات سرطان الكبد في مصر وصل إلي 2.8 لكل 100 ألف في سنة 1990، وزاد إلي 4.9 لكل 100 ألف سنة 1999، ووصلت حالياً إلي 8% لكل 100 ألف.
وأشار عمر إلي أن المشروع رصد أن أهم العوامل الموجودة في المجتمع المصري هي: الفيروسات الكبدية "سي" و "بي" ، سواء منفردين أو مجتمعين، وكان الجديد هو وجود عوامل أخري غير العوامل الفيروسية، وهي المواد الكيماوية، المقصود بها التعرض للمبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية، وزيادة نسبة "الأفلاتكسين" في الحبوب المخزنة بطريقة غير صحيحة.
الطحال بديل مؤقت للكبد
الكبد هو أكبر عضو في الجهاز الهضمي، وأكبر مصنع للكيميائية في الجسم، فالخلايا الكبدية تمثل حوالي 60% من نسيج الكبد، وهي التي تقوم بها أي مجموعة خلايا أخرى في الجسم، فهي تحول معظم المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان إلى شكل يمكن للجسم استخدامه مثل تحويل و تخزين السكر لحين الحاجة اليه ومن ثمة تنظيم مستواه في الدم، وتكسير الدهون و تحويلها إلى كولسترول، والتخلص من السموم والكحول، وتكوين الصفراء والتى تقوم بتكسير ما يأكله الإنسان من دهون.
ولكن في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار عمليات زراعة الكبد، التي لا يقدر على تكلفتها إلا طبقة معينة من الناس، نجح فريق طبي بالمعهد القومي للأمراض المتوطنة بمصر في تحويل خلايا الطحال إلي خلايا كبدية وذلك بعد اجتياز كافة التجارب التي طبقت علي عدد من المرضي تحت إشراف كامل من الجهات المتخصصة وتحت إشراف الدكتور عبد الحميد أباظة أمين عام هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، مما يمثل فتحا طبيا كبيرا يمنح الأمل لملايين المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة.
وقد طبقت الأبحاث علي سبع حالات تعرضت لتحسن صحي ملحوظ، حيث تم الحقن لأول مرة واستمر مفعوله 6 أشهر.
وقالت الدكتورة هناء مرقص رئيس قسم الميكروبيولوجي وأحد أفراد الفريق البحثي: "إنه أمام معضلة جراحات زراعة الكبد المكلفة ، كان البحث عن بديل، لذا اتجه التفكير في استخدام الخلايا الجذعية وخلال 5 سنوات كانت لدينا فترة كافية للتدريب علي هذه التقنية وكيفية علاج التليف المتقدم".
وأضافت: "إنه بعد إتقان هذا الأسلوب تم العمل علي حيوانات التجارب بعد إصابتها بالتليف، وذلك عن طريق حقنها بكميات مضاعفة من مادة كيميائية لإحداث التليف في الفئران ثم بعد ثلاثة أسابيع تقريباً تم حقن طحال حيوانات التجارب بخلايا جذعية مستخلصة منها بعد تحويلها إلي خلايا كبدية بمعني أن تكون قادرة علي القيام بمهام ووظائف الخلايا الكبدية".
من جهة أخرى، قال الدكتور أباظة: "إنه تم الحصول علي الخلايا الجذعية إما من النخاع الشوكي وإما من الدم مباشرة، وإما من الحبل السري بعد عمليات الولادة، ولكن لا يتم حقنها إلا بعد التأكد من تحويلها إلي خلايا كبدية، وأنها بدأت بالفعل تؤدي وظيفتها عن طريق إجراء الاختبارات المعملية عليها من تصنيع الألبومين وعوامل التجلط المختلفة وبعد حقنها بأسبوعين ومتابعة حيوانات التجارب اتضحت فائدتها في علاج الاستسقاء ولتحسين عوامل التجلط.. ومن خلال دراسة الأعضاء الداخلية لهذه الحيوانات بعد انتهاء التجربة من الناحية النسيجية اتضح أن هذه العلاجات تحسن وظائف ونسب التليف بالكبد".
وعن مدي قيام الطحال بوظائفه العادية والجديدة لفت أباظة إلي أنه بعد سن البلوغ تقل حاجة الجسم لوظيفة الطحال وهي تصنيع بعض كرات الدم البيضاء وتكسير خلايا الدم الحمراء، حيث تعتبر دورة وظيفته أهم كثيرا خلال فترة ما قبل بلوغ الإنسان، أما بعد هذه المرحلة العمرية فيمكن استئصاله من دون أية مشاكل في الحالات التي تتطلب ذلك خاصة حوادث الطرق التي يتسبب عنها إصابات مؤثرة بالطحال، لذلك في حالة تحويله إلي أداء دور الكبد بالشكل المؤقت هذا لا تتأثر وظيفته علي ألا يكون طحال المريض الذي يحتاج لاتباع هذا الأسلوب الجراحي متضخما بدرجة كبيرة.
عقار جديد لعلاج سرطان الكبد
كما توصل خبراء علاج السرطان إلي عقار جديد لعلاج سرطان الكبد يحمل اسم "سورافنيب" وصف بأنه يشكل إنجازاً كبيراً في علاج هذا النوع من السرطانات الذي يصعب علاجه ويصيب نصف مليون شخص سنوياً علي مستوي العالم.
وأكد الباحثون أن النتائج التي تم التوصل اليها في دراسة دولية أجريت علي 602 مريض بحالات متقدمة من سرطان الكبد كانت لافتة للأنظار، ومن المحتمل أن تغير الطريقة التي يعالج بها هذا المرض.
وفي إطار هذه الدراسة التي بدأت في مارس 2005 حصل المرضي إما علي قرصين يومياً من عقار سورافنيب أو علي أقراص غير مؤثرة، وفي المتوسط عاشت المجموعة التي عولجت بهذا العقار 7- 10 شهور مقارنة ب 8 شهور لمن تلقوا الأدوية غير المؤثرة وهو فارق تصل نسبته إلي 44%.
من جانبه، قال دكتور جوزيب لوفيت الذي قاد الفريق القائم بإجراء الدراسة إن معدل الصمود هذا في مواجهة المرض لم يسبق تسجيله من قبل قط في جهود علاج سرطان الكبد، ويعد انجازاً كبيراً في التعامل مع هذا المرض.
وجاء في تقرير الذى أوردته صحيفة "واشنطن تايمز"، أن عقار سورافنيب يهاجم السرطان بأسلوب مزدوج، حيث يهاجم الخلايا السرطانية نفسها للقضاء عليها تماماً ويقطع الإمداد بالدم عن الورم.
ومن المعتقد أنه يعمل علي الأورام الموجودة داخل الكبد وتلك التي انتشرت في مواضع أخري، وفي الدراسة لم تنكمش الأورام أو تختفي، ولكن في العديد من الحالات فإنها لم تشهد نمواً أيضاً.
وعقب دكتور لوفيت بقوله: إنك لا تشفي المصاب من المرض، ولكنك تعالج تردي الحالة بصورة كبيرة ولافتة للنظر .