الحياة مش لعبة!
يطل
علينا رمضان هذا العام بانفجار تليفزيوني غير مسبوق.. أكتر من 50 مسلسل
وييجي ميت ألف إعلان.. وما بين كل "سيت كوم" و"سيت كوم" فيه -برضه- "سيت
كوم"! والممتع في هذا الأمر هو مدى فضح التليفزيون للازدواجية الغريبة
والتناقضات العجيبة الموجودة في عقول كل المصريين..
خد عندك على سبيل المثال..
إعلان بيقول لك: وفر واحسبها صح و"النهاردة معايا وبكرة مش معايا" ييجي وراه طوالي إعلان تاني بينزل لك فلوس من السما!
إعلان
يطالبك بدفع الضرايب يا "عبد القوي" وضرورة الالتزام بالأخلاق الحميدة
وإنت في السكة الحديد ووراه إعلان يقول لك لو شربت كوكاكولا زيرو هتتفرج
على التليفزيون ويجيلك الامتحان من المسلسل..
أما الموضوع
اللطيف، والإفيه الحقيقي اللي حصل السنة دي هو استضافة إحدى القنوات
الفضائية لبرنامج deal or no deal والتطوع بعمل النسخة المصرية منه تحت
عنوان "لعبة الحياة" وعرضه -حط خط تحت دي- في شهر رمضان المبارك (وحوي يا
عمو.. وحوي يا حبيبي)..
خلونا نشرح قواعد اللعبة في عجالة كده..
اللعبة
عبارة عن صناديق مقفولة على أرقام مبالغ مالية.. بتبدأ القيمة بتاعتها من
قرش وتصل إلى ربع مليون جنيه.. المتسابق يقعد طول الحلقة يختار في صناديق
يتم استثناؤها من اللعبة لغاية ما يوصل للنهاية أو يقرر يبطل وياخد عرض من
البنك.. البنك ده اللي هو المعدّ اللي بيتصل بالمذيعة ويعرض على المتسابق
المغادرة بأي مبلغ هو يقدره..
من كام سنة شفت النسخة الأمريكية
من برنامج deal or no deal وتأكدت تماما (من سذاجتي طبعا) إن البرنامج ده
عمره ما هيتعرض في مصر أو في أي بلد فيها مسلمين؛ لأنه قُمار بيِّن.. دي
لعبة حظ.. واللعب فيها على فلوس.. لو جبت أي طفل من ابتدائي هيقول لك: "ده
حرام يا أونكل".. والأجدع من كده إن البرنامج مش بيتستّر تحت أي عباءة
أخرى.. لا بيقول لك جاوب أسئلة عويصة زي: "كم عدد أهرامات الجيزة؟" أو
"حرب 73 كانت سنة كام؟" ولا بيسألك إذا كان "بكا دكه" البواب هو اللي سرق
توك توك "حمبوزو لاوي بوزو" ولا لأ.. الموضوع واضح وصريح.. حظ ورهان
وقُمار.. القمار اللي ربنا حرّمه في الآية الكريمة اللي بتقول:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ
أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [سورة المائدة 90-91]
كلام
جميل.. نيجي بقى لنوعية الناس المشاركة في البرنامج واللي لأ.. مش منحرفين
أخلاقيا يا سيدي ولا قمارتية.. دول ناس عادية.. واسمع بقى ناويين يعملوا
إيه بالفلوس.. أحد المشاركين قرر إنه بالفلوس اللي هيكسبها هيكفل يتيم!
وإحدى المشاركات -واللي أخدت لقب "حاجّة" من المذيعة- نفسها تاخد الفلوس
عشان تحجّ! طب بالذمة ده كلام؟؟ وإيه التناقضات العجيبة اللي إحنا عايشنها
دي؟؟!! بقى أنا آخد فلوس حرام علشان أروح أحج بيها؟ ناقص كمان أطلع الحج
عشان أسرق الحجاج!
بصراحة شفت في البرنامج ده صفات كتير ماكانش
نفسي أشوفها.. شفت الطمع بيعمل إيه في البني آدمين.. شفت مدى هشاشتنا
وضعفنا قدام الإغراءات المادية.. ويعني إيه راجل يعيط لما تضيع منه فرصة
لكسب 10 آلاف جنيه.. شفت مدى تشويش فهمنا لعقيدتنا.. وشباب زي الورد معلق
مستقبله في رقبة ضربة حظ..
خلونا نفكّر سوا...
هل فعلا الحياة لعبة؟
ويا ترى لو كسبت في يوم من الأيام مبلغ كبير من ضربة حظ، وقت الجد هتقبل تدخل الفلوس دي بيتك وتأكّل منها أولادك.. ولاّ هتستحرم؟
ويا
ترى هل أصبحت ضربة الحظ دي هي الأمل الوحيد لملايين المصريين اللي ماسكين
الموبايلات قدام التليفزيون دلوقتي حالا عشان يشتركوا في المسابقات دي؟
ويا ترى إيه رأيك في الطريقة دي للتعامل مع الحياة؟ يعني ينفع إننا بدل ما نسعى ونجتهد ونبقى إيجابيين نقعد نستنى ضربة حظ؟
يلّا ركز وفكر وخليك صريح معانا ومع نفسك
يطل
علينا رمضان هذا العام بانفجار تليفزيوني غير مسبوق.. أكتر من 50 مسلسل
وييجي ميت ألف إعلان.. وما بين كل "سيت كوم" و"سيت كوم" فيه -برضه- "سيت
كوم"! والممتع في هذا الأمر هو مدى فضح التليفزيون للازدواجية الغريبة
والتناقضات العجيبة الموجودة في عقول كل المصريين..
خد عندك على سبيل المثال..
إعلان بيقول لك: وفر واحسبها صح و"النهاردة معايا وبكرة مش معايا" ييجي وراه طوالي إعلان تاني بينزل لك فلوس من السما!
إعلان
يطالبك بدفع الضرايب يا "عبد القوي" وضرورة الالتزام بالأخلاق الحميدة
وإنت في السكة الحديد ووراه إعلان يقول لك لو شربت كوكاكولا زيرو هتتفرج
على التليفزيون ويجيلك الامتحان من المسلسل..
أما الموضوع
اللطيف، والإفيه الحقيقي اللي حصل السنة دي هو استضافة إحدى القنوات
الفضائية لبرنامج deal or no deal والتطوع بعمل النسخة المصرية منه تحت
عنوان "لعبة الحياة" وعرضه -حط خط تحت دي- في شهر رمضان المبارك (وحوي يا
عمو.. وحوي يا حبيبي)..
خلونا نشرح قواعد اللعبة في عجالة كده..
اللعبة
عبارة عن صناديق مقفولة على أرقام مبالغ مالية.. بتبدأ القيمة بتاعتها من
قرش وتصل إلى ربع مليون جنيه.. المتسابق يقعد طول الحلقة يختار في صناديق
يتم استثناؤها من اللعبة لغاية ما يوصل للنهاية أو يقرر يبطل وياخد عرض من
البنك.. البنك ده اللي هو المعدّ اللي بيتصل بالمذيعة ويعرض على المتسابق
المغادرة بأي مبلغ هو يقدره..
من كام سنة شفت النسخة الأمريكية
من برنامج deal or no deal وتأكدت تماما (من سذاجتي طبعا) إن البرنامج ده
عمره ما هيتعرض في مصر أو في أي بلد فيها مسلمين؛ لأنه قُمار بيِّن.. دي
لعبة حظ.. واللعب فيها على فلوس.. لو جبت أي طفل من ابتدائي هيقول لك: "ده
حرام يا أونكل".. والأجدع من كده إن البرنامج مش بيتستّر تحت أي عباءة
أخرى.. لا بيقول لك جاوب أسئلة عويصة زي: "كم عدد أهرامات الجيزة؟" أو
"حرب 73 كانت سنة كام؟" ولا بيسألك إذا كان "بكا دكه" البواب هو اللي سرق
توك توك "حمبوزو لاوي بوزو" ولا لأ.. الموضوع واضح وصريح.. حظ ورهان
وقُمار.. القمار اللي ربنا حرّمه في الآية الكريمة اللي بتقول:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ
أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [سورة المائدة 90-91]
كلام
جميل.. نيجي بقى لنوعية الناس المشاركة في البرنامج واللي لأ.. مش منحرفين
أخلاقيا يا سيدي ولا قمارتية.. دول ناس عادية.. واسمع بقى ناويين يعملوا
إيه بالفلوس.. أحد المشاركين قرر إنه بالفلوس اللي هيكسبها هيكفل يتيم!
وإحدى المشاركات -واللي أخدت لقب "حاجّة" من المذيعة- نفسها تاخد الفلوس
عشان تحجّ! طب بالذمة ده كلام؟؟ وإيه التناقضات العجيبة اللي إحنا عايشنها
دي؟؟!! بقى أنا آخد فلوس حرام علشان أروح أحج بيها؟ ناقص كمان أطلع الحج
عشان أسرق الحجاج!
بصراحة شفت في البرنامج ده صفات كتير ماكانش
نفسي أشوفها.. شفت الطمع بيعمل إيه في البني آدمين.. شفت مدى هشاشتنا
وضعفنا قدام الإغراءات المادية.. ويعني إيه راجل يعيط لما تضيع منه فرصة
لكسب 10 آلاف جنيه.. شفت مدى تشويش فهمنا لعقيدتنا.. وشباب زي الورد معلق
مستقبله في رقبة ضربة حظ..
خلونا نفكّر سوا...
هل فعلا الحياة لعبة؟
ويا ترى لو كسبت في يوم من الأيام مبلغ كبير من ضربة حظ، وقت الجد هتقبل تدخل الفلوس دي بيتك وتأكّل منها أولادك.. ولاّ هتستحرم؟
ويا
ترى هل أصبحت ضربة الحظ دي هي الأمل الوحيد لملايين المصريين اللي ماسكين
الموبايلات قدام التليفزيون دلوقتي حالا عشان يشتركوا في المسابقات دي؟
ويا ترى إيه رأيك في الطريقة دي للتعامل مع الحياة؟ يعني ينفع إننا بدل ما نسعى ونجتهد ونبقى إيجابيين نقعد نستنى ضربة حظ؟
يلّا ركز وفكر وخليك صريح معانا ومع نفسك