إن SMS اختصار لـ خدمة الرسائل القصيرة "short message service" أو Silent
Messaging Service، ولكن ببساطة، هي نمط من الاتصالات التي ترسل نصاً بين
الهواتف النقالة، أو من جهاز كمبيوتر أو جهاز كمبيوتر كفي إلى هاتف نقال.
الجزء "القصير" يشير إلى الحجم الأعظم للرسالة النصية: 160حرفاً (حرفاً،
رقماً، أو رمزاً للأبجدية اللاتينية)، و من أجل أبجديات أخرى مثل العربية،
الحجم الأعظمي هو 70 محرفاً.
و السؤال كيف تصل الـSMS إلى الهاتف النقال؟
حتى إذا لم تكن تتكلم بهاتفك النقال، فإن هاتفك يستمر في
إرسال و استقبال المعلومات. إنه يتصل ببرج الخليوي للشركة التابع لها عبر
مسار يسمى قناة التحكم، وسبب هذه المحادثة الدائمة هو معرفة النظام المخدم
لجهازك الخليوي أي خلية من خلاياه يكون فيها جهازك، و لذلك يستطيع جهازك
كشف الخلية عندما تغير مكانك. و غالباُ، كما أن هانفك والبرج سوف يتبادلان
رزمة (بلوك) من البيانات تجعلهما يعرفان من خلالها درجة جودة الاتصال.
كذلك فإن جهازك النقال يستعمل قناة التحكم لضبط إعدادات الاتصال، وعندما
يحاول أحد ما الاتصال بك فسيرسل البرج إلى هاتفك النقال رسالة عبر قناة
التحكم ليخبر هاتفك بتشغيل نغمة الرنين، و يؤمن البرج أيضاً يؤمن مزدوجة
للترددات الصوتية التي تستخدمها من أثناء التحدث.
كما تزود قناة التحكم المسار بمجموعة من الخطوات لأجل خدمة رسائل الـSMS،
فعندما يرسل صديق لك رسالة SMS، تعبر حينئذ الرسالة خلال الـ SMSC "short
message service center"، ثم إلى البرج، و البرج يرسل بدوره الرسالة إلى
جهازك كرزم صغيرة من البيانات على قناة التحكم. في بعض الأحيان، وعندما
ترسل أنت الرسالة، يرسلها جهازك النقال إلى البرج على قناة التحكم و ترسل
من البرج إلى الـSMSC و من هناك إلى الوجهة.
إن حقيقية صيغة الرسالة يتضمن معلومات عنها مثل طول الرسالة وزمن الإرسال،
رقم هاتف الوجهة، الصيغة ... إلخ، وذلك من إجل إكمال تفصيل بايت لبايت من
صيغة الرسالة.
هجوم الـSMS:
في الآونة الأخيرة أصبح من الممكن لرسائل الـSMS أن
تستعمل لمهاجمة نظام الهاتف الخليوي، وأساس الفكرة بسيط. لو أن كمية كبيرة
من الـSMS أرسلت بواسطة كمبيوتر أو هواتف نقالة أخرى في إطار منطقة
جغرافية مثل مدينة، فإن هذه الرسائل تغمر قنوات التحكم وتجعل من الصعب على
الهاتف النقال القيام باتصال هاتفي. تقوم حالياً الشركات بتزويد الهواتف
النقالة ميزة تعرف بإمكانية حدوث هذا الخطر؛ لذا تقوم بتصميم أنظمة تخنق
الرسائل القادمة من مركز SMSC على الشبكة.
لماذا 160 حرفاً؟
صممت الـ SMS لتسمح بتحرير اندفاعات قصيرة من
البيانات مثل ترقيم الصفحات، و ذلك للسماح بزيادة التحميل للنظام بأكثر من
عملية إرسال و رد قياسيين، ويسمح منظمو معايير الـ SMS بقبول 160 حرفاً
كحد أعلى.
و لكن تحديد 160 حرفاً ليس مطلقاً، فالطول المحدد ربما يختلف اعتماداً على
الشبكة، موديل الجهاز النقال و إشارة الحامل اللاسلكية، فبعض الأجهزة
الخليوية لا تسمح لك بالاستمرار في الكتابة بعد الوصول إلى الحد 160
حرفاً، إذ يجب أن ترسل الرسالة قبل الاستمرار، و لكن بعض الخدمات تقطع
الرسالة تلقائياً لترسل في قطع تتألف من 160 حرفاً أو أقل؛ لذا، تستطيع أن
تكتب و ترسل رسالة طويلة لكنها ستصل كرسائل متعددة.
فوائد الـ SMS:
إن خدمة الـ SMS لها عدة فوائد، ومنها أن الـ SMS
أكثر سرية من المحادثة الهاتفية، فهي مثالية للاتصال عندما لا تريد من أحد
استراق السمع، وغالباً تستهلك وقتاً أقل من اتصال هاتفي عبر هاتف نقال أو
إرسال رسالة إلكترونية e-mail، كما أن الـSMS لا تتطلب أن تكون على
كمبيوترك مثل الـe-mail أو الرسائل الفورية على الرغم من أن بعض الأجهزة
النقالة جهزت من أجل الـ e-mail وخدمة الرسائل الفورية. و الـ SMS طريقة
ملائمة من أجل الناس الصم و ضعيفي السمع.
SMS هي خدمة حفظ و إعادة إرسال، أي: عندما ترسل رسالة إلى صديق، الرسالة
لا تصل مباشرةً إلى الطرف المرسلة إليه. الفائدة من هذه الحالة هي أنه قد
يكون جهاز الطرف الآخر غير فعال أو خارج نطاق الخدمة ليستقبل الرسالة،
لذا؛ تخزن الرسالة في مركز SMS ليوم على الأغلب حتى يشغل الطرف الآخر
هاتفه الخليوي أو الدخول إلى مجال الإرسال ليستقبل الرسالة، وستحفظ حينها
الرسالة على جهازه حتى يحذفها.
بالإضافة إلى رسائل شخص لشخص، يمكن إرسال الـ SMS إلى عدد كبير من الناس
في وقت محدد، إما من خلال مجموعة المتصلين الخاصة بك أو كل الناس
الموجودين في منطقة محددة، و هذه الخدمة تسمى broadcasting، و تستعمل من
قبل الشركات لتتصل مع عدد موظفين، أو من خلال خدمة على الخط online لتنشر
الأخبار ومعلومات أخرى للمشتركين.
في عام 2004 قامت جامعة Plymouth بدراسة على نفسية مستخدمي الـ SMS، ووجد
الباحثون أن مستخدمي الهواتف النقالة هم في المقام الأول "texters" (كتّاب
النصوص) والمتحدثون "talkers". و بالمقارنة بين الكتاب و المتحدثين، يرسل
الكتّاب تقريباً ضعف عدد رسائل الـSMS وأقل من نصف المكالمات خلال شهر،
ويفضل الكتاب الـ SMS على المكالمات الصوتية لأنها مريحة من حيث القدرة
على إعادة تفحص الرسالة قبل الإرسال.
تعمل الشركات على إيجاد استعمالات أخرى لهذه الخدمة أكثر من كتابة رسالة
من شخص لشخص؛ وذلك لأن الـ SMS لا تحمل الشبكة عبئاً زائداً مثل المكالمات
الهاتفية، وكثيراً ما تستعمل من قبل مشاهدي التلفاز من أجل التصويت على
جانب من موضوع محدد أو لأجل مباراة أو مسابقة ما.
تاريخ الـ SMS:
أحدثت خدمة الـ SMS في أواخر 1980 لتعمل مع تقنية
رقمية تسمى GSM (global system for mobile communication)، والتي هي أساس
أغلب الهواتف النقالة (الخليوية) الحديثة، حيث أراد مهندسو النرويج (وهم
مبتكروها) وضع نظام لرسائل صغيرة جداً تعمل عندما يكون خليوي المستخدم
مغلقاً أو خارج نطاق التغطية، وأغلب المصادر تؤكد أن أول SMS أرسلت كانت
في المملكة المتحدة في عام 1992.
لذا فإن الـ SMS قد ولدت في أوروبا، وليس من المفاجئ أنها لم تدخل السوق
الأمريكية إلا بعد فترة طويلة. وحتى اليوم، يشكل كتاب الرسائل الأغلبية من
أوروبا،
انتقادات الـ SMS و البدائل:
على الرغم من شعبية خدمة الرسائل القصيرة SMS إلا أن هناك بعض الانتقادات، مثل:
- سرعة وصول الرسالة غير مضمون، إذ قد تأخذ خلال فترات زمنية في المرور السريع دقائق و حتى ساعات قبل أن تصل إلى هدفها.
- إنها مخصصة فقط لإرسال الرسائل النصية، الـSMS لا تدعم إرسال صور ولا فيديو و لا حتى ملفات موسيقية.
بدائل الـ SMS:
بدائل خدمة الإرسال النصية تسمح بأنماط متوسعة من الرسائل:
1- EMS(enhanced messaging service)(خدمة الرسائل المعززة) تستطيع إرسال نص وتأثيرات صوتية وصور صغيرة وأيقونات أيضاً.
2- MMS(multimedia messaging service) تسمح لك بإرسال رسوم متحركة "animations"، ملفات صوت وفيديو بالإضافة إلى الرسائل النصية.
إذا كان هاتفك النقال يسمح لخدمتي EMS وMMS فإنك تستطيع استخدامها مثل الـSMS، ( ولكن تذكر بأن : تكلفة الرسالة أعلى من الـSMS ) .
وكبدائل أخرى لاستعمال SMS نجد برنامجاً للرسائل الفورية مثل AOL IM على
الهواتف الخليوية، ويكون هذا البرنامج على صيغة ملف قابل للتثبيت على
هاتفك الخليوي، وتستطيع استعمال WAP (wireless application protocol)
الدخول إلى الإنترنت والدخول إلى حسابك في الرسائل الفورية .و WAP IM هو
البروتوكول الذي يعطيك صفحة WEB صغيرة و واضحة ليكون من السهل الاطلاع
عليها على الخليوي و PDA (personal digital assistant)، وتستطيع من خلالها
إرسال رسائل فورية أو إرسال e-mail عبر هاتفك الخليوي.