الحالات التي يمكن أن يكذب المسلم فيها
الإسلام لم يجز الكذب إلا في حالات معينة ، مثل ما ذكره العلماء أن يكون هناك رجل ظالم يبحث عن إنسان بريء يريد أن يقتله بغير حق وجاء واختبأ عندك فلا يجوز لك أن تصدق إذا سألك هذا الظالم أرأيت فلاناً ؟ لا تقل له رأيته ، لأنك بذلك تتسبب في قتله بغير حق ، وروت أم كلثوم بنت عتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في الكذب إلا في أمور ثلاثة ، الرجل يريد الإصلاح – أي بين المتخاصمين – والرجل يتحدث في الحرب فإن الحرب خدعة ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها ، في هذه الأمور الثلاثة يجوز الكذب فيها ، في الإصلاح بين الناس لا ينبغي أن ينقل المرء وهو يحاول أن يقرب بين متباعدين أو يصلح بين متخاصمين أن ينقل ما يسمع من الكلام من هذا في حق هذا ، بل يكتم ما سمع أو يزوقه ، يحذف البعض ويزيد على البعض بحيث يقرب المسافة بينهما ، كما جاء في الحديث الآخر " ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيراً أو أنمى خيراً" فإن فساد ذات البين هي الحالقة ، لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين فمن أجل هذا أجيز هذا التزيين والتزويق للتقريب بين هذين المتجافين أو المتقاطعين.
والموضع الثاني في الحرب ، فليس معقولاً إذا أخذ الإنسان أسيراً أو نحو ذلك وسأله الأعداء أن يحدثهم بقوة الجيش وبأسلحته وبمواضع الأسلحة ويكشف العورات ويدل على مواطن الضعف في الجبهة الداخلية ويقول أنا قلت الصدق ، لا ، هذا الصدق يدمر أمة ، كذلك علاقة الرجل مع زوجته وعلاقة المرأة مع زوجها ، ليس من الضروري أن يصارح الرجل امرأته بحقيقة ما عنده ، حتى لو كان ينفر منها ، لا يقول لها أنني أنفر منك ، بالعكس يحاول أن يتودد لها فتتودد إليه فربما هذا التودد يزيل هذه النفرة ، وذلك حينما جاء رجل إلى سيدنا عمر وأخبره أنه طلق امرأته لأنه سألها هل تبغضه فلم تجب فحلف عليها أن تجيبه فقالت له أنا لا أحبك ، فجاءت المرأة إلى سيدنا عمر فكلمها فقالت يا أمير المؤمنين ناشدني الله أفيسعني أن أكذب ؟ ، قال لها (نعم إذا كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ، فإن أقل البيوت ما بني على الحب ، وإنما يتعاشر الناس بالإسلام والأحساب) بالدين والأخلاق يتعاشر الناس ، هذه هي المواضع التي رخص فيها الإسلام في الكذب ، ذلك لأن هذا الدين دين واقعي ، هناك بعض الفلاسفة المثاليين دعاة فلسفة الواجب مثل الفيلسوف الألماني الشهير كانت لا يسمح بالكذب في أي حال من الأحوال ولكن الإسلام دين واقعي يعالج الواقع بما يلزم له ، فإنما حرم الكذب لما يترتب عليه من أضرار وخبائث فإذا كان الصدق نفسه يترتب عليه أضرار فالصدق في هذه الحالة ضار ولذلك قالوا هناك صدق قبيح مذموم منه نقل الكلام الذي يسمعه الإنسان وهذه هي النميمة ، النميمة أن تنقل الكلام الذي سمعته بالحرف من شخص إلى شخص أو من فئة إلى أخرى لتفسد ما بينهما ، هذا صدق مذموم ، ومن الصدق المذموم ثناء المرء على نفسه أن يمدح الإنسان نفسه ويزكيها عند الآخرين والله تعالى يقول (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) وذم الله اليهود فقال (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) وفي الأمثال الناس يقولون (لا يشكر نفسه إلا إبليس) ذلك أن إبليس حينما امتنع عن السجود لآدم وسئل ما الذي منعك أن تسجد لآدم ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
المسلم لا يلجأ للكذب الصريح
الإسلام أباح الكذب في مواضع معينة لضرورات والأصل أن المسلم لا يلجأ إلى الكذب الصريح ما استطاع إلى ذلك سبيلا فقد جاء عن الصحابة رضي الله عنهم (إن في المعاريض لمنذوحة عن الكذب) ومقصود بالمعاريض أن تلوح ولا تصرح وأن توري بالكلام ، أن تقول بالكلام تقصد معنى ويفهم السامع معنى آخر والمعنى الذي قصدته صحيح ، كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر سأله بعض الناس قابلوه في الطريق وكان النبي لا يريد أن يعرف سألوه من أين جئتم ؟ فقال "من الماء" ففهم الرجل أنهم قادمون من العراق أو من هذه البلاد التي فيها الأنهار والنبي صلى الله عليه وسلم يقصد الآية الكريمة (فلينظر الإنسان مم خلق ، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب) ، (ألم نخلقكم من ماء مهين) وسئل أبو بكر من هذا الذي معك ؟ فقال لهم هذا دليلي ، ففهم أنه دليله أي هو الذي يعرف الطريق وأبو بكر يقصد دليلي أي دليلي إلى الله وإلى الجنة وإلى الصراط المستقيم فهذه هي المعاريض .
سأل الأمير زياد بن أبي سفيان أحد التابعين مطرف بن عبدالله سأله ما الذي أخرك عنا صار لك مدة لم نرك ؟ فقال له : أيها الأمير والله ما رفعت جنباً منذ فارقتك إلا ما رفعني الله عز وجل ، ففهم منه أنه كان مريضاً ، ولكن حتى الصحيح لا يرفع جنباً إلا ما رفعه الله ، فبمثل هذا ينبغي للإنسان أن يتخلص من المآزق ، ولذلك كان بعض السلف إذا جاء أحد ولا يريد أن يقابله لأنه ظالم أو فاسد أو لا يريد لقاءه ، فترسم الجارية دائرة وتقول له هو ليس هنا ، أي تقصد في هذه الدائرة ، وهكذا ، كانوا يتخلصون بمثل هذه المعاريض عند الضرورة ولكن الأصل هو الصدق الصحيح
الإسلام لم يجز الكذب إلا في حالات معينة ، مثل ما ذكره العلماء أن يكون هناك رجل ظالم يبحث عن إنسان بريء يريد أن يقتله بغير حق وجاء واختبأ عندك فلا يجوز لك أن تصدق إذا سألك هذا الظالم أرأيت فلاناً ؟ لا تقل له رأيته ، لأنك بذلك تتسبب في قتله بغير حق ، وروت أم كلثوم بنت عتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في الكذب إلا في أمور ثلاثة ، الرجل يريد الإصلاح – أي بين المتخاصمين – والرجل يتحدث في الحرب فإن الحرب خدعة ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها ، في هذه الأمور الثلاثة يجوز الكذب فيها ، في الإصلاح بين الناس لا ينبغي أن ينقل المرء وهو يحاول أن يقرب بين متباعدين أو يصلح بين متخاصمين أن ينقل ما يسمع من الكلام من هذا في حق هذا ، بل يكتم ما سمع أو يزوقه ، يحذف البعض ويزيد على البعض بحيث يقرب المسافة بينهما ، كما جاء في الحديث الآخر " ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيراً أو أنمى خيراً" فإن فساد ذات البين هي الحالقة ، لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين فمن أجل هذا أجيز هذا التزيين والتزويق للتقريب بين هذين المتجافين أو المتقاطعين.
والموضع الثاني في الحرب ، فليس معقولاً إذا أخذ الإنسان أسيراً أو نحو ذلك وسأله الأعداء أن يحدثهم بقوة الجيش وبأسلحته وبمواضع الأسلحة ويكشف العورات ويدل على مواطن الضعف في الجبهة الداخلية ويقول أنا قلت الصدق ، لا ، هذا الصدق يدمر أمة ، كذلك علاقة الرجل مع زوجته وعلاقة المرأة مع زوجها ، ليس من الضروري أن يصارح الرجل امرأته بحقيقة ما عنده ، حتى لو كان ينفر منها ، لا يقول لها أنني أنفر منك ، بالعكس يحاول أن يتودد لها فتتودد إليه فربما هذا التودد يزيل هذه النفرة ، وذلك حينما جاء رجل إلى سيدنا عمر وأخبره أنه طلق امرأته لأنه سألها هل تبغضه فلم تجب فحلف عليها أن تجيبه فقالت له أنا لا أحبك ، فجاءت المرأة إلى سيدنا عمر فكلمها فقالت يا أمير المؤمنين ناشدني الله أفيسعني أن أكذب ؟ ، قال لها (نعم إذا كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ، فإن أقل البيوت ما بني على الحب ، وإنما يتعاشر الناس بالإسلام والأحساب) بالدين والأخلاق يتعاشر الناس ، هذه هي المواضع التي رخص فيها الإسلام في الكذب ، ذلك لأن هذا الدين دين واقعي ، هناك بعض الفلاسفة المثاليين دعاة فلسفة الواجب مثل الفيلسوف الألماني الشهير كانت لا يسمح بالكذب في أي حال من الأحوال ولكن الإسلام دين واقعي يعالج الواقع بما يلزم له ، فإنما حرم الكذب لما يترتب عليه من أضرار وخبائث فإذا كان الصدق نفسه يترتب عليه أضرار فالصدق في هذه الحالة ضار ولذلك قالوا هناك صدق قبيح مذموم منه نقل الكلام الذي يسمعه الإنسان وهذه هي النميمة ، النميمة أن تنقل الكلام الذي سمعته بالحرف من شخص إلى شخص أو من فئة إلى أخرى لتفسد ما بينهما ، هذا صدق مذموم ، ومن الصدق المذموم ثناء المرء على نفسه أن يمدح الإنسان نفسه ويزكيها عند الآخرين والله تعالى يقول (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) وذم الله اليهود فقال (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) وفي الأمثال الناس يقولون (لا يشكر نفسه إلا إبليس) ذلك أن إبليس حينما امتنع عن السجود لآدم وسئل ما الذي منعك أن تسجد لآدم ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
المسلم لا يلجأ للكذب الصريح
الإسلام أباح الكذب في مواضع معينة لضرورات والأصل أن المسلم لا يلجأ إلى الكذب الصريح ما استطاع إلى ذلك سبيلا فقد جاء عن الصحابة رضي الله عنهم (إن في المعاريض لمنذوحة عن الكذب) ومقصود بالمعاريض أن تلوح ولا تصرح وأن توري بالكلام ، أن تقول بالكلام تقصد معنى ويفهم السامع معنى آخر والمعنى الذي قصدته صحيح ، كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر سأله بعض الناس قابلوه في الطريق وكان النبي لا يريد أن يعرف سألوه من أين جئتم ؟ فقال "من الماء" ففهم الرجل أنهم قادمون من العراق أو من هذه البلاد التي فيها الأنهار والنبي صلى الله عليه وسلم يقصد الآية الكريمة (فلينظر الإنسان مم خلق ، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب) ، (ألم نخلقكم من ماء مهين) وسئل أبو بكر من هذا الذي معك ؟ فقال لهم هذا دليلي ، ففهم أنه دليله أي هو الذي يعرف الطريق وأبو بكر يقصد دليلي أي دليلي إلى الله وإلى الجنة وإلى الصراط المستقيم فهذه هي المعاريض .
سأل الأمير زياد بن أبي سفيان أحد التابعين مطرف بن عبدالله سأله ما الذي أخرك عنا صار لك مدة لم نرك ؟ فقال له : أيها الأمير والله ما رفعت جنباً منذ فارقتك إلا ما رفعني الله عز وجل ، ففهم منه أنه كان مريضاً ، ولكن حتى الصحيح لا يرفع جنباً إلا ما رفعه الله ، فبمثل هذا ينبغي للإنسان أن يتخلص من المآزق ، ولذلك كان بعض السلف إذا جاء أحد ولا يريد أن يقابله لأنه ظالم أو فاسد أو لا يريد لقاءه ، فترسم الجارية دائرة وتقول له هو ليس هنا ، أي تقصد في هذه الدائرة ، وهكذا ، كانوا يتخلصون بمثل هذه المعاريض عند الضرورة ولكن الأصل هو الصدق الصحيح