MA3AKCAFE

عزيزى الزائر.....نرجو منك الدخول وسرعة التسجيل لكى تتمتع بكل ماهو جديد وحصرى مع تحيات تيم معاك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

MA3AKCAFE

عزيزى الزائر.....نرجو منك الدخول وسرعة التسجيل لكى تتمتع بكل ماهو جديد وحصرى مع تحيات تيم معاك

MA3AKCAFE

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
MA3AKCAFE

أجدد الأفلام الأجنبية من السينما إليك مباشرة

كل عام وكل اعضاء معاك كافى بخير رمضان كريم ...بمناسبه شهر مضان سيتم اعلان اقسام رمضانيه جديده ستكون متاحه طوال فتره الشهر الكريم ..وسيتم اعلان مشرفين جدد .. واتمنى التوفيق للجميع .... تيم معاك
صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس .. Qn20wg

    صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس ..

    HETTLER
    HETTLER
    TEAM MA3AK
    TEAM MA3AK


    ذكر عدد الرسائل : 3228
    العمر : 35
    الموقع : www.Ma3akCafe2.com
    اعلام الدول : صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس .. 3dflag10
    المود : صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس .. Hacker10
    نقاط : 15817
    تاريخ التسجيل : 20/04/2008

    صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس .. Empty صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس ..

    مُساهمة من طرف HETTLER الجمعة أبريل 23, 2010 6:33 pm

    صفحات من تاريخ الجاسوسية ( د . نبيل فاروق ) الطاووس ..

    بالتقليب فى أوراقى القديمة اخترت أن أتيح لكم بقسم المخابرات المصرية ،عملاً للدكتور ( نبيل فاروق ) ، يعود تاريخه إلى يوليو 1999 ، ضمن أعمالالجاسوسية ، التى تنشر بباب ( صفحات من تاريخ الجاسوسية ) بمجلة ( الشباب ) .. كتبته من أجل محبى بلادنا ، و مخابراتنا ، و نصرنا .. ثم من أجلمنتدانا .. استمتعوا معى يا رفاق .



    الـطـاووس


    لم تكن عقارب الساعة قد بلغت السابعة بعد ، فى ذلك اليوم من بدايات صيف 1973م ، فى ( تل أبيب ) ، عندما استيقظ رجل المخابرات الإسرائيلى ،البولندى الأصل ( يارون ديلشمسكى ) ، على رنين الهاتف المجاور لفراشه ،فأسرع يختطف سماعته ، قائلاً بصوت خشن ، لم تفارقه رائحة النوم بعد :
    - (
    ديلشمسكى ) .. من المتحدث ؟!
    أتاه صوت رئيسه المباشر ، و هو يقول فى صرامة :
    -
    استيقظ و افتح عينيك يا ( يارون ) .. أريدك فى مكتبى بعد نصف الساعة فحسب .. الأمر عاجل للغاية .
    أنهى رئيسه الإتصال ، بعد هذه العبارات المقتضبة المباشرة ، على نحو يوحىبأنه غير مستعد لإضاعة لحظة واحدة ، فهب الرجل من فراشه ، و راح يرتدىملابسه على عجل ، و لم يمض نصف الساعة ، الذى أشار اليه رئيسه ، حتى كانيقف أمامه ، فى مبنى ( الموساد ) و هو يقول :
    -
    ترى أى أمر عاجل هذا ، الذى يستدعى العمل فى هذه الساعة المبكرة ؟!
    رمقه رئيسه بنظرة جافة ، و مط شفتيه لحظة ، قبل أن يقول :
    -
    رئيسة الوزراء تقول : إن المصريين يستعدون لشن الحرب .
    ارتفع حاجبا ( ديلشمسكى ) فى دهشة ، لم تلبث أن استحالت إلى ابتسامة ساخرة وهو يقول :
    -
    و من أين استقت سيادتها معلوماتها هذه ؟! .. المفترض أننا الجهاز المسئولعن مدها بالمعلومات .
    هز رئيسه رأسه ، قائلاً فى حزم :
    -
    لسنا وحدنا فى هذا .. هناك المخابرات الحربية ( أمان ) و جهاز الأمنالداخلى ( شين بيت ) و كلاهما لديه جواسيس و عملاء فى كل مكان و ربما حصلأحدهم على معلومة ما .
    قال ( ديلشمسكى ) فى حزم واثق :
    -
    لا يمكن أن يحصل أحدهم على معلومة لم تبلغنا .
    ثم أشار إلى صدره فى زهو شديد ، مضيفاً :
    -
    نحن الأفضل .
    أشاح رئيسه عنه بوجهه ، و انعقد حاجباه ، و هو يمط شفتيه فى ضيق واضح ..
    كان هذا بالضبط ما يمقته فيه و يبغضه كل البغض ..
    صحيح أنه رجل مخابرات بارع فى مضماره ، أدار عمليات ناجحة عديدة ، إلا أنزهوه و غروره ، و ثقته الزائدة بنفسه أمور بغيضة ، تجعله أشبه بطاووس متباه، لا يحلو له أن يسير إلا مفرود الذيل ، متفاخراً مرحاً ..
    و بنفس الثقة المستفزة ، و اللهجة المثيرة للأعصاب ، قال ( ديلشمسكى ) ، وهو يلوح بيده فى أناقة ، و كأنما يؤدى مشهداً تمثيليا :
    -
    ما دامت المعلومة لم تصلهم من خلالنا ، فلا يمكن الوثوق بها أبداً .
    ابتلع رئيسه ضيقه هذه المرة ، و هو يقول :
    -
    المهم أن نثبت هذا ، على نحو لا يقبل الشك .
    سأله ( ديلشمسكى ) فى اهتمام :
    -
    و كيف هذا ؟
    أشار رئيسه بيده ، مجيباً :
    -
    رئيسة الوزراء رشحتك شخصياً ، بصفتك المسئول عن المعلومات العسكريةالمصرية ، للتحقق من الأمور ، و الحصول على جواب صحيح و مباشر ، لا يقبلالشك ، للسؤال الذى يقلق كل مسئول فى ( اسرائيل ) الأن .
    ثم مال نحوه ، مضيفاً فى حزم صارم :
    -
    هل سيحارب المصريون أم لا ؟!
    منذ نطق رئيسه بالعبارة ، لم يعد هناك عمل لرجل المخابرات الإسرائيلى سوىالبحث عن جواب السؤال ، و جمع كل المعلومات الممكنة ، حول استعداداتالمصريين ، و قدراتهم و رغبتهم الفعلية فى شن الحرب ، و السعى لإستعادةأرضهم المحتلة
    و على الرغم من زهوه و غروره ، كان ( ديلشمسكى ) بالفعل رجل مخابرات بارع ،يعمل دوماً فى دقة و مهارة ، و يجيد التعامل مع رجاله ، و توزيع الأدوارعليهم ، و جمع كل ما جلبوه من معلومات ، و تفنيدها ، و تصنيفها ، و الفوزبأكبر قدر ممكن من الفائدة منها ..
    لذا فقد أطلق ذئابه فى كل صوب ، طلب منهم جمع كل معلومة ممكنة ، سواء أكانتعسكرية ، أم اقتصادية ، أم حتى اجتماعية
    و لكن كل ما جمعه زبانيته من معلومات ، لم يكن من الممكن أن يحسم الأمر قط ..
    فالرئيس ( السادات ) يبدو منشغلاً بمشكلات الجبهة الداخلية ، و محاولاتالإستقرار على مقعد الحكم ، و القاعدة الطلابية تبدى غضبها و توترها ورفضها لاستمرار حالة اللاسلم و اللاحرب ، و مشكلة الخبراء السوفيت بلغتأوجها ، كما صنع طردهم المفاجئ فجوة غير محسوبة ، فى النظام العسكرى ، الذىاعتاد وجودهم لعدة سنوات
    و كل هذا يتعارض مع بعضه البعض ، و يتداخل ، على نحو يجعل الوصول إلى قرارحاسم أمراً مستحيلاً .
    و بحسبة محترفة بسيطة ، وجد ( ديلشمسكى ) أنه بحاجة الى جاسوس ..
    ليس جاسوساً عادياً ، و إنما شخص فى مركز كبير أو حساس ، بحيث يمكنهالإطلاع على ما يجهله العامة ، و بلوغ قدر من المعلومات لا يتوافر للشخصالعادى ..
    و لابد و أن يكون هذا الشخص من العاملين أو المرتبطين ارتباطاً وثيقاًبالقوات المسلحة المصرية ، على نحو أو آخر ..
    و بكل همة و نشاط ، مع كثير من الثقة ، راح ( ديلشمسكى ) يدرس الأمر معفريق خاص من رجاله ، و قضوا الليالى فى البحث و التنقيب ، و الفرز والتجنيب ، وسط كومة من ملفات كل الأشخاص ، الذين يمكن إستغلال مواقعهم ، فى ( مصر ) و ( سوريا ) ..
    و بعد أسبوع كامل بلا نوم ، وقع اختياره على ( إبراهيم )
    المهندس ( إبراهيم كريم ) ، كبير مهندسى أحد المصانع الحربية المصرية ، والمسئول الأول عن خط إنتاج الذخائر و الأسلحة الخفيفة فى ( حلوان ) ، والوثيق الصلة ببعض كبار قادة و ضباط الجيش
    المشكلة الوحيدة كانت فى البحث عن نقطة الضعف ، أو وسيلة السيطرة المباشرةعلى المهندس ( إبراهيم ) ، لإجباره على العمل لحساب الموساد و تزويده بكلالمعلومات المطلوبة ، عن الجيش ، استعداداته ، و احتمالات خوضه للحرب منعدمه
    و لم يستغرق هذا طويلاً بالنسبة لرجل مثل ( ديلشمسكى )
    فنقطة ضعف ( إبراهيم ) الوحيدة هى ابنه ..
    و لقد انجب ( إبراهيم ) ابنه ( طارق ) هذا ، بعد عشر سنوات من الزواج ، وبعد أن دار مع زوجته على عيادات الأطباء ، و مستشفيات ( مصر ) و ( أوروبا ) ، حتى تسرب اليأس الى نفسيهما ، و تصورا أنهما سيقضيان عمرهما بلا أبناء
    ثم فجأة ، حدث الحمل ..
    لم يصدقا نفسيهما فى البداية ، وراحا يدوران مرة أخرى على الأطباء ويجريانعشرات التحاليل و الفحوصات ، قبل أن يطمئنا إلى أن الأمر حقيقة ، وأن الله ( سبحانه و تعالى ) قد من عليهما بالإنجاب ..!
    و لم تكن فترة الحمل بلأمر السهل ، فقد كان على الزوجة أن ترقد خلالها علىفراشها ، و تحذر أية حركات مفاجئة ، أو تصرفات عنيفة ، و أن يقوم هو ووالدتها على خدمتها ، بكل صبر و عناية و أمل ..
    و أخيراً ، جاء ( طارق ) طفلاً جميلاً باسم الثغر ، ورث جمال أمه و ذكاءأبيه و صار أملهما الوحيد فى الحياة و المستقبل ..
    و اليوم كبر ( طارق ) و صار شاباً يافعاً ، فى عامه السادس عشر
    و صار أيضاً من وجهة نظر ( ديلشمسكى ) ، نقطة الضعف الكبرى ، فى حياةالمهندس ( إبراهيم ) ، الذى لا يسكر ، أو يقامر ، أو يهتم بالعلاقاتالنسائية
    و لثلاث ليل أخرى ، راح ( ديلشمسكى ) يدرس الأمر مع رجاله ، للبحث عن وسيلةمثلى ، للإستفادة من نقطةالضعف هذه ، لتجنيد ( إبراهيم ) و دفعه لمدهم بكلالمعلومات المطلوبة و المنشودة
    و لم ترق فكرة واحدة ، من كل الأفكار التى تم طرحها ، لرجل المخابراتالثعلب ( ديلشمسكى ) الذى لم يلبث أن طرح فكرته فى النهاية
    كانت فكرة مجنونة للغاية ، تحمل غروره و غطرسته ، و ثقته الزائدة بنفسه ، ولكنه راح يدافع عنها بعناد و إصرار ، حتى وافق الجميع عليها مع مطلع الفجر .
    و فى أوائل سبتمبر 1973م ، اختفى ( طارق ) فجأة ..
    و جن جنون ( إبراهيم ) و زوجته ، و قفزت أفكارهما الى الإتصال بالشرطة ،للبحث عن ابنهما الوحيد ، لولا أن تلقيا اتصالاً محدوداً
    « (
    طارق ) عندنا ، و سيتم ذبحه بلا رحمة ، لو حاولتما الإتصال بالشرطة ،أو بأية جهة أخرى .. »
    و حدد المتحدث موعداً و مكاناً للقاء
    و بكل ذعره و رعبه و هلعه ، ذهب المهندس ( إبراهيم ) إلى المكان المحدد ،فى الموعد المطلوب تماماً ..
    و انتظر ..
    انتظر طويلاً و كثيراً ، قبل أن يظهر شخص نحيل طويل ، متجهاً إليه بسيارةصغيرة ثم يقول فى صرامة :
    -
    هيا لنذهب الى حيث ( طارق )
    قفز المهندس ( إبراهيم ) إلى السيارة ، و دق قلبه فى توتر بلا حدود ، و هويسأل سائقها ، الذى انطلق بها فى طريق المقطم :
    -
    اين ( طارق ) ؟!..كيف هو ؟!
    اجاب الرجل فى برود :
    -
    بخير .. لو أطعت أوامرنا
    هتف بسرعة :
    -
    سأفعل كل ما تريدون ، و سأدفع أى مبلغ ، مقابل إعادة ابنى
    أوقف الرجل سيارته ، فى منطقة مقفرة تماماً و هو يجيب :
    -
    اطمئن .. لن تدفع شيئاً .. بل ربما تحصل على ثروة
    لم يفهم المهندس ( إبراهيم ) ما يعنيه هذا فسأله فى حيرة :
    -
    و كيف ؟!لم يجب الرجل على سؤاله ، و إنما غادر السيارة ، و وقف على مسافةمترين منها ، فى نفس الوقت الذى ظهرت فيه سيارة أخرى اتجهت نحوهما مباشرة ،ثم هبط منها رجل فى مثل طول الأول و نحوله ، و جلس إلى جوار ( إبراهيم ) وهو يسأله :
    -
    هل ترغب حقاً فى استعادة ابنك ؟!
    هتف ( إبراهيم ) فى لهفة :
    -
    و مستعد لفعل أى شئ فى الدنيا ؛ فى سبيل هذا
    ابتسم الرجل قائلاً :
    -
    عظيم
    ثمأخرج من جيبه عدة أوراق ، قدمها له ، مستطرداً :
    -
    وقع هذه الأوراق إذن .. بعد أن تعيد كتابتها بخطك بالطبع
    و اتسعت عينا ( إبراهيم ) فى رعب حقيقى ، و يحدق فى الأوراق ..
    كانت عبارة عن اعتراف بعمله لحساب المخابرات الإسرائيلية ، منذ عام 1971ممع عدد من الخطابات التى تحتوى أسراراً عسكرية عديدة ، مرسلة الى عنوان ( الموساد ) فى ( روما ) ، و إيصالات بتلقى مبالغ مختلفة من الإسرائيليين ،نظير معلومات خطيرة
    باختصار ، كان هناك كل ما يكفى لإدانته بتهمة الخيانة العظمى ، و فى زمنالحرب مما يستوجب إعدامه بلا رحمة ..
    و كان الرجل واضحاً صريحاً ..
    إما إعادة كتابة الخطابات و التوقيع عليها
    أو حياة ( طارق )
    و لم يكن أمام المهندس ( إبراهيم ) مجال للإختيار ..
    فكل شئ فى الدنيا يهون ، من أجل ( طارق )
    و طوال ثلاث ساعات كاملة راح يعيد كتابة الإعتراف و الخطابات و الإيصالات ويمهرها بتوقيعه ثم يسلمها إلى عميل المخابرات الإسرائيلية ، الذى دسها فىحقيبته و هو يقول ، فى صرامة :
    - (
    طارق ) سيعود الى المنزل ، فور تلقينا أول معلومات حقيقية ، ترسلهاإلينا من هنا ، على العنوان فى ( سالزبورج ) و ينبغى أن تعلم أن أية محاولةلخيانتنا ، سيكون ثمنها حياة ابنك ، حتى بعد أن نعيده إليك ..
    و عاد ( إبراهيم ) إلى منزله بدون ( طارق ) و قد حمل على كتفيه طناً منالهموم و الأحزان و المرارة و العار ..
    و مع انهيار زوجته ، و دموعها التى أغرقت وسادتها ليلة كاملة ، جلس هوصامتاً يفكر و بركان هائل يغلى فى رأسه ، و تلهب حممه عروقه
    كان عليه أن يفعل أى شئ فى الدنيا ، و أن يحمل قراره ، أياً كان ، هدفاًواحداً لا غير ، مهما كانت النتائج ..
    مصلحة ( طارق ) .. وحدها .
    و فى الصباح التالى ، و بعد ساعتين فحسب من وصوله إلى عمله كان المهندس ( إبراهيم ) يكتب أول خطاباته ، الذى يحوى كل ما بلغته يداه من معلوماتعسكرية ، و يرسله إلى ذلك العنوان فى ( سالزبورج )
    و أوفى الإسرائيلى بوعده فلم يمض يوم واحد ، على وصول الخطاب و مراجعة ( ديلشمسكى ) بنفسه له ، حتى عاد ( طارق ) إلى المنزل فى منتصف النهار ..
    كان شاحباً ممتقعاً ، و إن لم يصبه خدش واحد ، و لكن الملاحظ أنه لم يتحدثعما حدث قط ، و لم يحاول النظر الى والده أبداً ، و كأنما يفهم ما حدث ، ويدرك مدى ما تورط فيه الأب ، فى سبيل إنقاذه
    و لم يحاول ( إبراهيم ) تفسير موقفه ، أو مناقشة الأمر مع ابنه ، و كأنمايدرك بدوره فداحة الأمر و خطورته
    و طوال الشهر التالى واظب المهندس ( إبراهيم ) على إرسال الخطابات إلى ( سالزبورج ) مستخدما ذلك النوع البسيط من الحبر السرى الذى دربه عليهالإسرائيلى ، خلال يومين فحسب ..
    و فى ( تل أبيب ) ، كان ( يارون ديلشمسكى ) يراجع كل الخطابات بنفسه ، ويدرسها و يصنف معلوماتها جنباً إلى جنب ، و يفحصها و يمحصها ، حتى استقرأمره على قرار واضح نقله مباشرة إلى الرئيس ، قائلاً بنفس زهوه و غروره :
    -
    تماماً كما توقعنا ، لا يوجد دليل واحد على أن المصريين يفكرون مجردتفكير فى خوض الحرب .. إنهم هادئون تماماً .. ضباطهم يستعدون لأداء عمرة ( رمضان ) ، و رئيسهم يتجنب الحديث عن الحرب ، بحجة أن المتغيرات الدولية لاتسمح بهذا ، و قائد قواتهم الجوية يستعد لزيارة ( ليبيا ) و جنودهم يسترخونو يستمتعون بحمامات الشمس ، على شاطئ القناة
    ثم اتسعت ابتسامته ، و هو يضيف :
    -
    يمكن لرئيسة الوزراء نسيان فكرة الحرب هذه تماماً
    و فى المساء نفسه ، أرسل رئيسه تقريراً رسمياً بكل هذا الى رئيسة الوزراءالاسرائيلية ، بتوقيع ( ديلشمسكى ) ، و بتاريخ اليوم الرابع من أكتوبر 1973م..
    و بعد يومين بالضبط ، و فى أحد المبانى التابعة للمخابرات العامة ، كان رجلالمخابرات المصرى ( رفعت ) يبتسم ، و هو يقول للمهندس ( إبراهيم ) :
    -
    صدقنى أيها المهندس .. أنا لم أر شخصاً بشجاعتك و وطنيتك هذه قط .. لقدكنت تدرك أن حياة ابنك قد تكون ثمن تعاونك لخداع الإسرائيليين ، و إيهامهمبأننا لا نفكر فى شن الحرب قط ، و على الرغم من هذا فقد لجأت الينا ، وشرحت لنا الأمر كله ، و نفذت كل ما طلبناه منك ، حتى باغتتهم الحرب اليوم ،و حطمت غرورهم و غطرستهم فى ساعات معدودة
    أغمض ( إبراهيم ) عينيه مغمغماً :
    -
    حمداً لله .
    ثم فتحهما مستطرداً فى حزم :
    -
    لقد فعلت كل هذا من أجل ( طارق ) ، من أجل ألا يشب و هو يشعر أن والده قدخان وطنه ، لأى سبب كان .. فعلته حتى لا يفقد انتماءه لبلده الذى أنجبه ورباه .. من أجل ( طارق ) و مستقبله ، قررت أن ينمو فى وطن حر و مستقل ، حطمهزائمه ، و صنع انتصاراته
    ثم اغرورقت عيناه بالدموع ، من فرط الإنفعال ، و هو يضيف :
    -
    حتى و لو كان الثمن هو حياته .. و حياتنا جميعاً ..!
    ربت ( رفعت ) على كتفه ، قائلاً فى حزم :
    -
    لقد فعلت الصواب يا سيد ( إبراهيم ) .. فعلته لوطنك ، و ابنك و لنفسكأيضاً .. و اطمئن .. ( طارق ) سيبقى دائماً تحت حمايتنا ، و لن يمس الأعداءشعرة واحدة من رأسه
    و استعاد ابتسامته ، مستطرداً :
    -
    و سيظل يزهو طيلة عمره ، بأنه ابن واحد من أبطال ( مصر ) .
    لحظتها شعر ( إبراهيم ) بأن كل مخاوفه قد زالت ، و بأن فيضاً من الإطمئنان والإرتياح ، يسرى فى عروقه ، و يملاء كيانه كله ..
    و عندما تخيل الإسرائيليين ، و حالة العار التى يشعرون بها بعد أن باغتتهمالحرب ، بضربة جوية ساحقة ، و بعبور كسر أنفهم ، و حطم أسطورتهم إلى الأبد ،وجد نفسه ينفرد فى فخر و زهو حقيقيين ، حتى أنه غادر المبنى عائداً الى ( طارق ) و أمه ، و هو يسير مختالاً كالطاووس ..
    طاووس مصرى ..

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 9:06 am